الجزائريون متخوفون من فضيحة مونديالية

الجزائريون متخوفون من فضيحة مونديالية
غزة-دنيا الوطن
نشر موقع يورو سبورت التقرير التالي:"مزيج من الخوف والحذر من عدم تأهل "الخضر" إلى الدور الثاني يسود الشارع الجزائري، وإصابات النجوم و"لخبطة" التشكيلة تثير الرعب في صفوف الجماهير، فيما يعرب الخبراء عن تخوفهم من فضحية مونديالية تصيب الفريق في مقتل.

قبل أكثر من ثلاث أشهر من الآن وبالتحديد في الرابع من كانون أول/ديسمبر تاريخ قرعة كأس العالم في كيب تاون، كان أغلب الجزائريين يطيرون فرحاً معتقدين أن 'الخضر' يملكون حظوظاً قوية للتأهل إلى الدور الثاني في المجموعة الثالثة، التي تضم إنكلترا أميركا وسولوفينيا.

أغلب الحديث، كان يركز على أن الجزائر تفادت المجموعات النارية، وأن إنكلترا ستكون منافساً شرساً في المجموعة والمرشحة الأولى فيها، على أن يكون المنتخب الجزائري صاحب التأشيرة الثانية، ،سيما وأن المجموعة التي يمتلكها سعدان كفيلة بتحقيق نتائج طيبة في المشاركة الثالثة في نهائيات كأس العالم.

وقبل أقل من 75 يوماً عن المونديال، تغير التفاؤل ليحل محله "التشاؤل"، أي الجمع بين التفاؤل والتشاؤم في آن ٍ واحد، وبين هذا وذاك تشكلت متغيرات عديدة لتحول المواقف.

أسباب تفاؤل الجماهير بالمنتخب

واعتبرت مجموعة الجزائر الأرحم مقارنة بباقي المجموعات، ما يتيح فرصة كبيرة للتأهل إلى الدور الثاني، ويرتقب أن تكون مهمة المنتخب الوطني صعبة، لكن ليست مستحيلة.

وحين تم الكشف رسمياً عن قرعة المونديال اتفق جميع الجزائريين على أن "الخضر" يملكون حظوظاً قوية في التأهل، ولن يكون سوى المنتخب الإنكليزي صاحب الباع الطويل في تاريخ كأس العالم المنافس الأول لأشبال سعدان، بينما تبدو الفرصة مواتية لتحقيق نتائج إيجابية مع كل من الولايات المتحدة و سلوفينيا.

وكان لترتيب المباريات دافعاً قوياً للتفاؤل، فمواجهة سلوفينيا في أول مباراة اعتبره المتخصصون عاملاً ايجابياً للدخول في المنافسة العالمية بقوة قبل مواجهة انكلترا في المباراة الثانية، ثم أميركا في اللقاء الأخير بمنطقة بريتوريا التي تعيش فيها جالية جزائرية كبيرة.

طريقة التأهل وقوة "الخضر" أمام " الأفيال " مصدر ثقة

ولم تكن ثقة الجزائريين بمنتخبهم نابعةً من فراغ أو عاطفة، بل مبنية على خلفيات منطقية أبرزها طريقة التأهل إلى كأس العالم والفوز في المباراة الفاصلة على أبطال أفريقيا المنتخب المصري في قمة المباريات التصفوية التي سبقتها قبل ذلك مواجهات مميزة مع منتخبات أفريقية أبلت البلاء الحسن على غرار زامببيا ورواندا.

وكان بديهياً أن يطمع الجزائري في كسب ورقة التأهل إلى الدور الثاني عقب الصورة الإيجابية التي رسمها رفقاء مجيد بوقرة أمام ساحل العاج في مباراة ربع نهائي المنافسة الأفريقية في أنغولا.

إذ ترى فئة من المتخصصين أن المنتخب الوطني قادر على إحداث المفاجأة والتألق عالمياً بذات الشكل الذي ظهر به في بطولة أفريقيا.

الخسارة أمام مصر وأداء صربيا قصة مزعجة

بعدها بأسابيع، تغيرت المعطيات رأساً على عقب، وتغير معها تفاؤل الجزائريين بداية من مباراة الأربعة، التي جمعت "الخضر" أمام الغريم المصري في أنغولا، حيث هزت الخسارة القاسية، التي تكبدها "محاربو الصحراء" كل الجزائريين، وجاءت مباراة صربيا الودية التي خاضها المنتخب بداية الشهر الجاري لتضيف صدمة أقوى ومعها تخوف من ما وصف بمهزلة مونديالية مرتقبة مع الأداء الكارثي، فتحول التفاؤل إلى تشاؤم والنجوم إلى دمى والمدرب من شيخ بارع إلى فاشل غير فقيه في الكرة وسبحان مغير الأحوال.

لعنة التهديف تطارد المنتخب وغزال "غزال" مع اليوفي فقط

ويشكل الخط الأمامي للمنتخب الجزائري نقطة ضعف قوية له أمام منافسيه، إذ يفتقد "الخضر" إلى مهاجم بارع يحول الفرص إلى الشباك، ويعود هذا المشكل إلى فترة البطولة الأفريقية وقبلها في مباريات التصفيات التي برز فيها لاعبو الدفاع في التسجيل.

ولم يكن غزال سيينيا مقنعاً في كل المباريات التي خاضها ليبقى غزالاً في ايطاليا بتوقيعه هدفين أمام اليوفي وفاشلاً مع المنتخب، ولم ينفع الجزائر عودة جبور ليبقى الخلل مستمراً من شأنه أن يكون عائقاً في سبيل تحقيق التأهل للدور الثاني حسب المختصين.

نجوم " الخضر " يعسكرون في المستشفيات مؤشر للخروج مبكر

وتركت الخسارة القاسية للمنتخب الجزائري أمام صربيا أثرا عميقا في نفوس الجزائريين، الذين أعلنوا صراحة تخوفهم من نكسة مونديالية، مؤكدين أن مستوى الخضر الحالي لا يبعث على التفاؤل، ولا بمستقبل مشرق في المونديال، وهو ما جعل الكثير منهم يتوقع خروج مبكر من المنافسة القادمة، وزاد تشاؤم هذه الفئة بعد الإصابات المتلاحقة التي ضربت عدد كبير من نجوم الجزائر والذين تبقى مشاركة بعضهم في المونديال مهددة، فبعد بزاز الذي تأكد رسميا غيابه عن المونديال الأفريقي، تلقى صايفي وبوعزة إصابة ابعدتهما عن المنافسة لفترة من الزمن قبل أن يعودا في الفترة الأخيرة مع ناديهما ايستر وبلاكبول على التوالي، ثم عنتر يحى وحليش وزياني ويبدة الذين حولوا جميعا إلى مصحات العلاج، وكان خبر الإعلان عن تعقد إصابة مراد مغني ضربة قوية للخضر حيث تحوم شكوك قوية حول غيابه عن المونديال ليلتحق بنجم الخضر مجيد بوغرة المصاب هو الاخر بمصحة أسابير بقطر، لتأتي الضربة القاسية في خبر مشؤم أعلن عنه الأربعاء بتعرض النجم نذير بلحاج لإصابة خطيرة على المستوى العضلة الخلفية للركبة في تدريبات ناديه بورتسموث ستبعده عن الميادين لفترة لا تقل عن اربعة اسابيع دون احتساب فترة النقاهة.

وفي ظل كل ذلك يسود تخوف كبير في الجزائر من امكانية مشاركة الخضر في المونديال دون أبرز النجوم وهو ما يعني انتقاصا من حظوظ المنتخب للتأهل للدور الثاني.

غياب اللاعبين عن المنافسة قصة أخرى للفشل

يشتكي المنتخب الوطني من استبعاد النوادي الأوروبية للاعبين الجزائريين، حيث أضحت أغلب الأسماء غير معنية بالمنافسة مع انديتها، وتم استبعادهم إلى المدرجات أو احالتهم إلى بنك الاحتياط في أحسن الأحوال، فلا زياني مع فولسبورغ ولا عنتر مع بوخوم ولا مطمور مع بوريسيا مونشدبلاخ و القائمة طويلة لم يتم اشراكها منذ العودة من كأس الأمم الأفريقية، وهو ما من شأنه أن يؤثر لا محالة في المونديال ويرهن حظوظ الخضر في التأهل للدور الثاني من المنافسة.

البحث عن البدائل وعدم الاستقرار يثير الشكوك

تسارعت الأحداث في منتخب الجزائر بعد نهاية كأس الأمم الأفريقية، حين خرج المشرف الفني رابح سعدان بقرار الاستغناء عن مجموعة من اللاعبين رحو بابوش زاوي زياية، وتبعه قرار البحث عن اسماء جديدة تطعم المنتخب قبل فترة قصيرة من بداية المونديال، فظهرت أسماء مشهورة وأخرى مغمورة تبحث عن تواجد في العرس العالمي، فكثرت السفريات الأوروبية من مساعدي سعدان لمعاينة " النجوم الجديدة "، وجلب كل تقني معاين تقريره إلى رئيس الاتحاد محمد روراوة، لكن لا شيء تم الفصل فيه، فاستمرت ضجة الأسماء ففضل الثنائي الأخير حزم امتعتهما والطواف حول البلدان الأوروبية للمعاينة عن قرب فمن ايطاليا لمشاهدة مصباح إلى فرنسا لقياس قدرات الحارس مايكل فابر، والتأكد من عودة رفيق صايفي إلى مستواه ثم الحديث مع نجم سوشو بودبوز وبرمجة رحلة أخرى إلى اسبانيا السبت لمعاينة شاقوري وشرفة مرورا بهولندا لمتابعة المهاجم كريم سلطاني والحجز على رحلة أخرى إلى بلغاريا مع حارس سلافيا صوفيا مبولحي والاختيار بينه وبين فابر دون نسيان قديورة من انكلترا.

ولم يستقر سعدان بعد على الأسماء الـــ23 التي يمكنها أن تتواجد في معسكر المنتخب في ايطاليا مع نهاية شهر مايو المقبل، وهو ما أوجد نظرة سلبية على قدرة المنتخب التألق في المونديال.

التعليقات