ابو خالد العملة :رسالتي المزعومة لخالد مشعل من إنتاج وفبركة أجهزة مخابرات معادية

ابو خالد العملة :رسالتي المزعومة لخالد مشعل من إنتاج وفبركة أجهزة مخابرات معادية
تعقيباً على ما نشر في بعض مواقع النت

من رسالة منسوبة إلى أبو خالد العملة و موجهة

إلى الأخ القائد المجاهد خالد مشعل

رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية((حماس))

يهمني أن أؤكد إلى أبناء شعبنا الفلسطيني و أمتنا العربية و الإسلامية،أن لا صلة لي بهذه الرسالة المزعومة من قريب أو بعيد ، وهي لا تعدو أن تكون حديث آفك من إنتاج وفبركة أجهزة مخابرات معادية من خلال عملائها ، وكثيرة هي الأجهزة المعادية لفلسطين و الأمة ولقواها المقاومة.قواها التي أفشلت مخططات معسكر أعدائنا،حيث استمرار المقاومة و الصمود الأسطوري في فلسطين،و انتصارات المقاومة في لبنان التي أحدثت نتائج عظيمة لها تداعياتها و آثارها على مستقبل هذا الكيان الصهيوني، و استنهاض قوى الأمة في مواجهة جبهة أعدائها،زارعة الأمل بإمكانية تحقيق النصر ، وكما ننظر بفخر و اعتزاز لشعبنا العراقي ومقاومته الباسلة التي مرغت أنوف الغزاة الأمريكان وحلفائهم في الوحل .

ويتم كل ذلك على قاعدة صمود سوريا آخر قلاع الأمة و تمسكها بثوابتها الوطنية و القومية،والتي تمكنت عبر العقود الماضية من إدارة صراع معقد بكل حكمة و حنكة وشجاعة بقيادة الرئيس القائد الخالد حافظ الأسد،حيث تواصل سوريا الصمود دورها هذا بكل الشجاعة و الوضوح و التصميم بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد،رغم كل الظروف الدولية والإقليمية والعربية الصعبة،و التي بدأت تتغير لمصلحة الأمة على ضوء الصمود و التصميم على استعادة الحقوق مهما كانت التضحيات، من خلال الأزمة التي بدأت تباشير ها في الإدارة الأمريكية وفي الميدان على أرض العراق وفي الكيان الصهيوني على أثر هزيمته في لبنان وعدم كسر الحلقة الفلسطينية التي يجب أن تحسم موقفها لمصلحة خيار المقاومة و إعادة بناء المنظمة على قاعدة ميثاقها الوطني.

وكما يعلم القاصي و الداني بأن مفردات هذه الرسالة المزّورة المنسوبة لنا، الفاقدة لكل القيم و الأخلاق تتناقض مع مفاهيمنا وموقفنا وقيمنا و أخلاقنا،ونربأ بأنفسنا عن مخاطبة المناضلين و المجاهدين بهذه اللغة الهابطة الواردة في هذه الرسالة،فما بالكم بمخاطبة الأخ العزيز المجاهد خالد مشعل الذي أكن له ومعي كل مناضلي حركتنا كل تقدير و احترام ولحركة حماس المجاهدة ، التي قدمت أغلى التضحيات وتتمسك بالثوابت و بعدم التنازل أو التفريط بذرة تراب من أرض فلسطين رغم كل الضغوط التي تمارس عليها من معظم الأطراف الفلسطينية و العربية و الإقليمية و الدولية.

كما أن رؤيتنا العروبة التقدمية تتعالى على مفردات الطوائف و المذاهب والشتائم السوقية بحق شعبنا السوري الشقيق....شعب العطاء و التضحيات والثورات،شعب يوسف العظمة،وسلطان باشا الأطرش،وصالح العلي،وحسن الخراط، وأحمد مريود، وإبراهيم هنانو، وعز الدين القسام وحافظ الأسد، وقيادته الوطنية و القومية،التي لا تزال تقبض على جمر الصمود و المقاومة مدافعة عن مصالح الأمة بقيادة الرئيس بشار الأسد رغم كل الضغوط و الاستهدافات الأمريكية والصهيونية وعملائهما.

كما نؤكد اعتزازنا بمسيرتنا الكفاحية قبل عام 1983 وبعده،وبما قمنا به من انتفاضة في فتح لتصويب المسار وإسقاط أوهام التسوية،وليس على فتح الثوابت و المنطلقات و المبادئ رائدة الثورة المعاصرة لشعبنا و التي جسدتها بدماء عشرات الآلاف من أبنائها مناضلين و كوادر وقيادات في ساحة الصراع، متلاحمة مع الفصائل الفلسطينية على أرض المعركة بعد عام 1967،ومواصلة مسيرة الثورة على أرض فلسطين ومن بلدان الطوق...،مجسدة الشخصية الوطنية الفلسطينية المناضلة، وبعد أن اعتقد أعداؤنا بأن هذا الشعب سيذوب وتنتهي قضيته كما خططوا مع بعض العملاء، وفق مقولة(الكبار يموتون والصغار ينسون).لكن شعبنا أثبت وعبر أكثر من قرن من الهبات و الانتفاضات والثورات بأنه الشعب المصمم على التمسك بكل ذرة من تراب وطنه مهما كانت الصعوبات و التضحيات و التعقيدات التي تواجه نضاله.

إن هذا العطاء والصمود الأسطوري جعل هذا الشعب مفخرة للأمة العربية ولكل الشعوب المناضلة من أجل حريتها شأنه في ذلك شأن كل جزء من هذه الأمة امتحن عندما احتلت أرضه من قبل الاستعمار.

وبهذا التصميم على مواصلة الثورة رغم المتغيرات الكبيرة في واقع معظم النظام العربي والدولي، وقف شعبنا المناضل يوم تراجعت قضية فلسطين في الأجندة العربية،فكانت الانتفاضة الأولى في كانون الأول 1987والتي شهد اندلاعها ميلاد التيار الإسلامي المجاهد ممثلا في حركة حماس والجهاد الإسلامي.

ولقطع الطريق على تداعيات هذه الانتفاضة المباركة على الصعيد العربي كان اتفاق أوسلو وما سبقه من قرارات تسووية تتناقض مع الميثاق الوطني الفلسطيني،و تتعارض مع منطلقات و مبادئ و أهداف حركة فتح و أهداف الثورة المعاصرة .

وفي هذا السياق فنحن نثمن مواقف كل الأخوة في الساحة الفلسطينية و الأشقاء الذين تفهموا موقفنا و أهدافنا النبيلة ووقفوا إلى جانب هذه الانتفاضة،وقدموا لها الدعم من اجل أن تستمر الثورة وفي طليعتهم سوريا، وليبيا ،و اليمن الديمقراطي، و الجزائر، والعديد من قوى حركة التحرر العربي،واخص بالذكر لجنة الـ/18/ المنبثقة عن المجلس المركزي و المخولة بوضع حل ملزم لما كان يجري داخل حركة فتح،و التي وضعت الحل ووافقنا عليه،لكن الطرف الآخر رفضه وفتح المعركة علينا، لأنه لم يستجب لما طلبناه في حينه من الاحتكام لمؤتمر حركي بعضوية المؤتمر الرابع للحركة،و لم تستجب لحل لجنة الـ/18/،ويمكن التفصيل في هذا المجال و توضيح الكثير الذي جرى تزويره في تلك المرحلة كما ورد في هذه الرسالة المفبركة ضد سوريا و ليبيا،وتزوير للوقائع على الأرض.

ولن ننسى أن هذه الانتفاضة الفتحاوية قدمت مئات الشهداء من أجل عروبة لبنان،مع كل الشرفاء من الوطنيين الفلسطينيين و اللبنانيين وسوريا،و كل الذين أسهموا في إسقاط 17 أيار المشئوم وطرد قوات الأطلسي وفرض الانكفاء ألقسري على العدو الصهيوني إلى الحزام الأمني على حدود فلسطين المحتلة،و الذي شكل مرحلة إستراتيجية تشير إلى عدم قدرة العدو الصهيوني على احتلال أي أرض عربية و التمسك بها.

أما بخصوص الأخوة القادة الشهداء،وكما ورد في هذه الرسالة((المفبركة))،فما هي إلا محاولة مشبوهة لتبرئة العدو الصهيوني من دمائهم ودماء أبناء شعبنا التي تنزف منذ أكثر من قرن في مسيرة الكفاح البطولي الملحمي على أرض وطنه فلسطين بيد العدو الامبريالي- الصهيوني.

أما المشكلة الداخلية في الحركة اليوم فسببها مواقف بعضنا، لأن الأخوة في سوريا أبلغونا أنهم لن يتدخلوا في شؤوننا الداخلية... و إن كان البعض منا قد حمّلوا للأسف بعض المسئولين السوريين ما يجري داخل الحركة، للتنصل من تحمل مسؤولياتهم وقاموا باتخاذ بعض القرارات المتسرعة غير التنظيمية وغير الشرعية وغير الملزمة،((وهذا الموضوع سيتم توضيحه في مرحلة لاحقة)).ما قاموا به هو ما استفاد منه أمثال هؤلاء العملاء الذين كتبوا مثل هذه الرسالة المزيفة ،وليعلم خفافيش الظلام هؤلاء الذين يفبركون مثل هذه الرسائل أو الأخبار الملفقة، أن أهدافهم مكشوفة و بفعلتهم هذه إنما يعملون مع باقي العملاء في المنطقة تحت شعار((الفوضى البناءة)) أو الفوضى المدمرة...تحت شعار ((فخّار يكسّر بعضه))..... هذا ما يحاولون القيام به في العراق تحت مقولة: سنة وشيعة،وفي لبنان أكثرية و معارضة، و بذر كل ما يعزز البعد المذهبي،و في فلسطين فتح و حماس، وفي السودان يمزقون وطن..وعناوين كثيرة قد نفاجأ بها ، كلها في خدمة أعدائنا الذين يعيشون أزمة في بلادنا،جراء بطولات المقاومة في فلسطين و لبنان والعراق،والصمود السوري و الإيراني.

إنهم بانتهاج مثل هذه السياسة يعتقدون أنهم سوف يتمكنوا من إعادة تنظيم صفوفهم، و القيام بهجوم معاكس جديد على مواقع الصمود و المقاومة و الممانعة في الأمة ،في لحظة تتصارع فيها قوى الأمة أو تتخلى عن مهامها في مواجهة أعدائها والتسريع في هزيمتهم.

هل يعلم كاتب الرسالة أن أبو خالد العملة يعيش حياته بشكل طبيعي ويلتقي و يستقبل القيادات الفلسطينية و السورية واللبنانية ،ولم يذهب إلى الزنازين التي تتخيلها أو تريدها، بل كان كل ما في الأمر مجرد استفسار و حوار لمدة ثلاثة أيام حول ظاهرة ما سمي ((فتح الإسلام)) وما قيل عنها ، وللوقوف عند هذه الظاهرة ومكوناتها وعلاقاتها سعيا لاستخلاص التصور الصحيح حولها بما يخدم الأمن في لبنان والمخيمات الفلسطينية و أمن سوريا..الأيام ستجيب بدقة عن هذه الظاهرة و الملابسات التي رافقتها،رغم الاجتهادات و التفسيرات المتعددة حولها.

لأن هناك اجتهادات فلسطينية حول هذه الظاهرة و هويتها الإسلامية،و إن الساحة تتسع للجميع،ولم يسيئوا لأحد؟لكن المؤكد أنها ليست من فتح ، و قد بينت الموقف من هذه الظاهرة في حينه في صحيفة المجد .

بكل تأكيد كنا ولا زلنا حريصين على أمن سوريا حرصنا على أمن الثورة وفلسطين،لأن الإخلال بأمن سوريا هو إخلال بالأمن القومي .

إننا نقول لهم: يا خفافيش الظلام، يا من تزورون الحقائق و التاريخ، إذا كانت سورية متآمرة على فلسطين و قضيتها،فلماذا كانت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة فتح من سوريا؟ولماذا احتضنت سوريا الثورة الفلسطينية بعد أحداث أيلول 1970 وضمدت جراحها ؟ ولماذا وقفت مع الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية ومع باقي فئات الشعب اللبناني لوقف الحرب الأهلية في لبنان، والتي بشّرنا بها أنور السادات يوم رفضت سوريا الانسياق في برنامج التسوية الذي بموجبه خان أهداف حرب تشرين1973؟

ولماذا وقفت سوريا إلى جانب لبنان و الثورة في اجتياح لبنان عام1982 وقدمت آلاف الشهداء وعشرات الطائرات، و خاضت معارك بطولية على أرض لبنان يشهد لها العدو قبل الصديق ؟ ولماذا قدمت التضحيات في تثبيت السلم الأهلي في لبنان؟ ولماذا دعمت المقاومة في لبنان وأسهمت في إسقاط اتفاق 17أيار؟..إذا كانت سوريا متآمرة على فلسطين فلماذا تقف سوريا مع الحقوق العربية في فلسطين،ومع حق الشعب العراقي في مقاومته للاحتلال،ومع عروبة ووحدة العراق؟

و من جهة أخرى لماذا ليبيا وقائدها معمر القذافي يتآمر على فلسطين؟ هل تعلمون ما قدمته ليبيا للثورة الفلسطينية و لحركة التحرر العربي؟قدموا المقاتلين،وقدموا السلاح وقدموا الأموال وقدموا كل ما يستطيعوه من أجل تحرير فلسطين ومن أجل وحدة هذه الأمة .

أنا لست في موقع الدفاع عن أحد بل في موقع الشاهد على مرحلة تاريخية مالها وما عليها، وما لكل طرف وما عليه، دون مبالغة أو نفاق أو انتقاص من دور لهذا الطرف أو ذاك.وهذا لا يعني أننا لم نختلف في إطار ما يعتقده كل طرف أنه يخدم القضية المركزية و قضايا الأمة .

لم نتعود أن نراهن على أعدائنا و نبدل بنادقنا من كتف إلى كتف،...لم نتعود التآمر على أحد، ..قضيتنا واضحة و الموقف يتحدد من كل طرف ، بناء على موقفه من هذه القضية ومن مواصلة النضال حتى تحرير فلسطين و الأرض العربية المحتلة ، وهذا لن يتم إلا من خلال الاستمرار في الصراع مع معسكر أعدائنا وليس من خلال مساومتهم أبداً.

لقد زكت الحياة صوابية مواقفنا منذ9/5/1983 حتى يومنا هذا في ساحتنا الفلسطينية و العربية،ولم تكن السياسة بالنسبة لنا ((حزّيرة)) أو لكل مقام مقال، ولا بازار سياسي ينطلق من أوهام التسوية.

لم نتحالف مع أحد على غير وضوح ، فنحن نتفق أو نختلف على فلسطين وعلى سبل تحريرها وعلى وجوب وحدة الأمة العربية ونهضتها و تقدمها.

لم نرفع راية إيديولوجية في ((فتح)) لأن فتح ارتأت أن هناك مساحة لجميع التيارات الفكرية القومية و الإسلامية و الديمقراطية ،وإن الإيديولوجية بالنسبة لها هي تحرير فلسطين والذي لن يتم إلا من خلال وحدة طاقات الأمة،وهذا لن يكون إلا من خلال الديمقراطية النابعة من قيمنا و تراثنا،ويكون فيها الإنسان قيمة القيم ،هذا الإنسان هو الذي سيبني وسيقاوم و يناضل من أجل التنمية و من أجل العدالة الاجتماعية و من أجل التحرير.

إن التحرير في فهمنا يستدعي الوحدة، و الوحدة تستدعي الديمقراطية ،و الديمقراطية تستدعي التنمية و إقامة العدالة الاجتماعية .هذه الأولويات في إطار جدلي هي التي تشكل المشروع النهضوي التحرري الوحدوي العربي.

نحن نؤمن إيماناً مطلقاً بأن تحرير فلسطين هي القضية المفتاحية لقضايا الأمة الأخرى،فإذا عجزنا عن تحقيق ذلك حتى الآن فلا يعني ذلك أن نتخلى عن أهداف أمتنا النبيلة في الحرية و الوحدة و العدالة الاجتماعية و التي سقط على طريق تحقيقها مئات آلاف الشهداء من أبناء الأمة .

نقول لمن لا يملكون الشجاعة عن تحديد مواقعهم، ويصطفون في معسكر أعداء الأمة- عار عليكم أن تحاولوا زرع اليأس و الهزيمة في أجيالنا باسم الواقعية و فن الممكن،حيث لم تحصدوا من هذه الشعارات سوى اللعنات و خيبات الأمل.

نحن على ثقة أكيدة بأن كل الغزاة الذين جاءوا لبلادنا هزموا على هذه الأرض أو بدأت هزيمتهم،و راهنا نرى تباشير ها ، إذ تقاتل أمتنا نيابة عن العالم هذا الوحش الامبريالي الصهيوني ، ونرى في نفس الوقت التحولات الإستراتيجية في العالم،في أمريكا اللاتينية،في الصين ،في تماسك روسيا من جديد،و هذا النهوض الشعبي العربي والإسلامي،كما نرى الدور الهام الذي تقوم به شبكة ضد العولمة على الصعيد الكوني في مواجهة استكمال دورة النهب العالمي للامبريالية.

كما نرى تباشير عالم جديد متعدد الأقطاب،نرى أمم متحدة من طراز مختلف لمصلحة الشعوب،نرى العالم يتجه إلى ما هو أكثر توازنا و أكثر عدلاً.

هذه رؤيتنا،هذه مفاهيمنا،هذه مواقفنا-جسدنا قناعتنا بهذه الرؤية وهذه المواقف بالدم حيث استطعنا . ونسير إلى الأمام على طريق التحرير و الوحدة ،جنبا إلى جنب مع كل مناضلي شعبنا و أمتنا،مع الفصائل الفلسطينية المتمسكة بهذه المفاهيم و بالميثاق الوطني الفلسطيني،ومع الحركة الشعبية العربية والدول التي تحمل هموم أمتها و يهمها الدفاع عن حقوقها و مستقبل أجيالها.

أما حول المشهد الفلسطيني الراهن وكيف نرى الحل؟؟

نقول للعاجزين و الواهمين و المحبطين لا تحمّلوا وزر أزمة العمل الفلسطيني التي صنعتموها لغيركم.

هذه الأزمة بدأت عندما تم القفز عن مرحلة التحرر الوطني إلى موضوع الدولة ...وأية دولة؟والتي اختزلت في اتفاق أوسلو الكارثي.... وما أدراك ما أوسلو؟وما نتج عنه من اتفاقات ...؟ ماذا حققت هذه السياسة؟ و ماذا جنى أصحاب وهم بناء الدولة الفلسطينية حتى على الضفة و القطاع؟ما موقفهم من كل ما يجري في الضفة من تهويد سواء في بناء القدس الكبرى، أو الكتل الاستيطانية، أو الجدار، أو ضم الأغوار، و السيطرة على المياه؟

وما هي نظرة الكيان لوجود أهلنا في المحتل عام الـ/48/ وحتى في الضفة وهم يعلنون يهودية دولتهم ؟ ماذا يعني ذلك غير تهجير شعبنا من أرضه على مراحل و بأشكال مختلفة؟!

على ماذا يجري الخلاف في الساحة الفلسطينية؟هل هو على السلطة؟وأية سلطة هذه وهي تحت الاحتلال؟أوعلى مجلسها التشريعي الذي هو أحد إفرازات أوسلو؟ للبعض اجتهاد حول دور هذا المجلس في إدارة الصراع داخليا أو مع العدو ؟ كنا نتمنى أن لا تشارك قوى المقاومة في مؤسسات السلطة المنبثقة عن أوسلو،ولا زلنا على قناعة أن هناك خطين لا يلتقيان في وحدة وطنية حقيقية متمسكة بالثوابت .

هل أصبح الجميع في موقع سياسي واحد حتى تتم تلك الوحدة الوطنية ؟ نقول بأن هناك من يلتقي على خط سياسي وطني من جميع الفصائل و الفعاليات وكفاءات شعبنا في كل الميادين ،وهناك من لا مصلحة له بأية وحدة وطنية مما يؤكد أن حقيقة الخلاف ليس حول الاعتراف بالكيان الصهيوني وبالاتفاقات، بما فيها خارطة الطريق، وبقاء الكتل الاستيطانية فحسب، بل أيضا حول التسليم بما تريده الولايات المتحدة من بناء شرق أوسط جديد يلعب الكيان الصهيوني الدور المركزي فيه. أي ما هو أكثر من تهويد فلسطين وصولا إلى تفتيت هذه الأمة إلى كيانات و أقاليم متناحرة تحتكم إلى الوكيل قبل الأصيل في المنطقة على حساب واقع الأمة وقيمها وثرواتها و مستقبلها.

من يقبل ذلك ليس فلسطينياً ولا عربياً ولا مسلماً ولا مسيحياً ولا حراً ،إذاً الحلقة المركزية للخروج من الأزمة التي تعيشها الساحة الفلسطينية هي إعادة الاعتبار لمرحلة التحرر الوطني من خلال إعادة بناء منظمة التحرير على قاعدة ميثاقها الوطني، وعلى قاعدة وضع الخطط السياسية و التنظيمية و الاقتصادية ((اقتصاد مقاوم تكافلي تحت الاحتلال))، ووضع إستراتيجية العمل الكفاحي و الجهادي الذي ينطلق من إدارة صراع مع هذا الكيان في إطار حرب الشعب الطويلة الأمد،الهادفة إلى استنزاف العدو على كل الصعد امنياً و اقتصادياً و اجتماعياً و نفسياً وهجرة، وهجرة معاكسة..،و التشبث بالأرض مع توفير مستلزمات البقاء على هذه الأرض لأن الصمود هو الكنز الاستراتيجي للأمة في إطار صراعها مع هذا الكيان الصهيوني.

الاتفاق على برنامج ائتلاف وطني(اعتراضي)،لا يتناقض مع الشرعية الدولية و العربية ،نحدد فيه هدف إقامة الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود الرابع من حزيران و عاصمتها القدس، بدون مستوطنات أو مستوطنين، والتمسك بحق العودة ،و بحقوق شعبنا الثابتة غير القابلة للتصرف ، ربطا بانسحاب الكيان الصهيوني من الأرض العربية المحتلة في الجولان ولبنان.

هذا البرنامج يصطدم برفض الكيان الصهيوني لثلاثة أسباب :

1. البعد الإيديولوجي: والذي يتحدث عن أرض الميعاد ويقصد تحديدا أرض الضفة الغربية (يهودا والسامرة بالنسبة له) وموضوع القدس و بناء الهيكل لشعب الله المختار (حسب زعمهم) ؟

2. البعد الأمني: العدو يرفض حدود الرابع من حزيران لأن ذلك يهدد أمنه الاستراتيجي، من يعرف حدود الـ48 مع الضفة و أين يعيش سكان الكيان (الذين يتمركزون في دائرة تل أبيب وما حولها)حيث تصل كثافتهم إلى 80%من كل تعدادهم فكيف يقبلون بطولكرم و الحالة هذه أو قلقيلية أو أرض جنين المطلة على المثلث حدودا لكيانهم؟حيث هذا القبول هو بالضرورة يهدد أمن و وجود الكيان.

3. البعد الديمغرافي: ويعني ذلك العودة لأهلنا لديارهم التي أخرجوا منها عام1948،و إذا علمنا أن سبعة أعشار الشعب الفلسطيني هم أهلنا الذين هجّروا من أرضهم عام1948 فكيف يقبل الصهاينة بذلك حيث إنه بالنسبة لهم انتحار لن يقدموا عليه طواعية،إنما يتم بالتحرير وليس بالمساومة و يؤكد ما طرحته حركة فتح بأن الصراع مع هذا الكيان هو صراع تناحري لا أنصاف حلول فيه.

لكل تلك الأسباب و حتى يبقى الكيان يقوم بدوره الوظيفي في المنطقة في خدمة المصالح الامبريالية،سوف يستمر الدعم الغربي لهذا الكيان للقيام بهذا الدور و تهويد ما يستطيعه وتهجير ما يستطيع تهجيره من شعبنا.

وهل أمام أي مناضل أو مواطن فلسطيني أو عربي مسلماً أو مسيحياً أو قوميا أو ديمقراطيا أية خيارات غير خيار المقاومة، و مواصلة النضال الوطني والقومي و الإسلامي دفاعا عن أنفسنا وعن حقوقنا وعن تاريخنا و عن قيمنا ومستقبل أجيالنا؟

الإجابة على هذا الخيار هو الذي سيحدد مستقبلنا، وليس استجداء الحلول الوهمية المضللة لشعبنا و أمتنا من معسكر أعدائنا.

إن المشهد الفلسطيني الراهن لا يليق بهذا الشعب العظيم شعب التضحيات وشعب الفداء و عليه نقول: أيها الفلسطينيون يا أبناء فتح ويا أبناء حماس ويا أبناء كل الفصائل و الفعاليات الوطنية تعالوا إلى كلمة سواء، إلى كلمة حق، والحق هنا هو الجهر بكل صدق ووضوح بأن فلسطين كل فلسطين هي وطننا،ولا يحق لكائن من كان أن يتنازل عن ذرة تراب منها،و أن مستقبل الأمة مرتبط بنتيجة الصراع حول فلسطين و مقدساتها،وحول قدرة هذا الكيان على منع وحدتنا وتطورنا والتمتع بثرواتنا ،وعلى منعنا من صياغة مستقبلنا ومستقبل أجيالنا .

اتقوا الله في وطنكم وفي شعبكم ،في شهدائكم وجرحاكم و معتقليكم الأبطال لأن المشهد الراهن لا يليق بكل هؤلاء، وعليكم أن تدركوا أنكم لن تتوحدوا إلا بالاتفاق على تحرير فلسطين ،مثلما لم يفرط آباؤنا و أجدادنا بها، و أبقوا لنا راية الكفاح والجهاد شامخة غير منكسة،علينا أن نبقي هذه الراية مرفوعة و نسلمها لأجيالنا القادمة إذا لم يتمكن جيلنا الراهن من تحرير فلسطين .

أبو خـالد العملـة

أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح / الانتفاضة

أمين سر القيادة العامة لقوات العاصفة

17 / 1 / 2007

التعليقات