عبد ربه :السلطة ليست بحاجة لأي تدخل عربي ولن تلدغ مرتين والحل في الوطن وليس في اليمن

عبد ربه :السلطة ليست بحاجة لأي تدخل عربي ولن تلدغ مرتين والحل في الوطن وليس في اليمن
غزة-دنيا الوطن

في الوقت الذي جددت فيه صنعاء دعوتها لكل من حركتي فتح وحماس للقبول بوساطتها لحل الأزمة الفلسطينية، بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، رفض ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحد المقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المبادرة اليمنية، واعتبرها تحمل سلفا شروط حماس، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الحل والحوار في الوطن وليس في اليمن. وكان وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي قد قال إن مبادرة بلاده التي عرضها الأسبوع الماضي «مطروحة أمام الإخوة الفلسطينيين ليتحملوا مسؤولياتهم في رأب الصدع»، كما بحث الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري حسني مبارك مسألة تضافر الجهود لتجاوز الخلاف بين فتح وحماس واستئناف الحوار على قاعدة اتفاقيتي القاهرة ومكة.

ولا تخفي حماس قبولها المبادرة اليمنية. وكما رحب بها رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، أثناء زيارته صنعاء، أعلن رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، غير مرة قبول حكومته وحماس للمباردة لليمنية.

لكن ياسر عبد ربه اعتبر قبول مشعل للمبادرة اليمنية «مداهنة ترفضها السلطة الفلسطيينة، التي لها قرارها المستقل»، كما اعتبر قبول حماس خدعة مكشوفة. وقال «إن حركة حماس تحاول التذاكي ببدء الحوار مع السلطة الفلسطينية تحت سيف الانقلاب، فإذا أعجبتها النتائج تتراجع عن انقلابها، وإذا لم تعجبها تبقي على انقلابها» .

وأكد عبد ربه «إن السلطة ليست بحاجة لأي تدخل عربي، وإنها لن تلدغ مرتين، وأوضح ان السلطة «لم توافق على اي رعاية عربية، إلا من السعودية التي لم تتدخل في التفاصيل»، وأضاف «وافقت السلطة على اتفاق مكة، لكن حماس أطاحت بالاتفاق، وانقلبت عليه وعلى السلطة الشرعية»، واتهم عبد ربه «جهات إقليمية أرادت إفشال الدور السعودي بدعم انقلاب حماس، وشدد على «أن الحوار في ظل استمرار حماس في الانقلاب، وما تقوم به من «حمسنة» هيئات المجتمع في غزة مرفوض قطعيا». يذكر أن حركة فتح رحبت بمبادرة الرئيس اليمني على لسان الناطق الرسمي باسمها احمد عبد الرحمن الذي أثنى على جهود الرئيس اليمني لإنهاء ظاهرة الانقلاب في غزة. لكن عبد ربه وفي معرض تعقيبه على ترحيب فتح، قال «فتح لم ترحب، ولا شيء، ولا احد آخر رحب»، وأضاف «الإخوة اليمينون جاءونا بموقف حماس المعروف سلفا للأسف، ونحن لن نقبل الحوار تحت سيف الابتزاز، هذه لعبة على درجة كبيرة من السذاجة ولا يمكن أن تنطلي على احد». وعاد عبد ربه ليؤكد ان الحوار والحل في الوطن وليس في اليمن. وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية فان المبادرة ترتكز على أساس استئناف الحوار بين حركتي فتح وحماس، على قاعدة اتفاق القاهرة عام 2005، واتفاق مكة المكرمة عام 2007 الذي أثمر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وبما يضمن تجاوز الخلافات ووحدة الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، والتأكيد على الشرعية الفلسطينية واحترام القانون الفلسطيني، والثوابت الوطنية، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية، والتوافق على تشكيل حكومة واحدة، الى جانب تشكيل لجنة عربية للإشراف على متابعة تنفيذ اتفاقيتي القاهرة ومكة. وقد نشر موقع الشبكة الإعلامية الفلسطينية المقرب من حماس أمس نص المبادرة التي طرحها اليمن بغية رأب الصدع بين حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وجاء في المبادرة التي طرحها اليمن وقدمها وزير الخارجية اليمني «من أجل حل الأزمة الفلسطينية الداخلية ورأب الصدع بين الحركتين أن يتم أولا استئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة 2005، واتفاق مكة 2007 على أساس أن الشعب الفلسطيني كل لا يتجزأ وأن السلطة الفلسطينية تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة الوحدة الوطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها. كما يتم التأكيد على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع مع إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها».

كما تنص المبادرة اليمنية على تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية تمثل فيها كل الفصائل بحسب ثقلها في المجلس التشريعي وتكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها كاملة.

وتشكل لجنة من خلال الجامعة العربية تتكون من الدول ذات الصلة مثل مصر والسعودية وسورية والأردن، ويعبر اليمن عن استعداده للمشاركة إذا طلب منه ذلك وتكون مهمته تنفيذ ما سبق.

كما نصت المبادرة على أن تتشكل المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تمييز فصائلي وتخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية. وقد رحبت حركة فتح بشكل مشروط على لسان الناطق الرسمي باسمها، أحمد عبد الرحمن، بالمبادرة اليمنية، وأكدت ترحيبها بالجهود العربية التي من شأنها إنهاء ما اعتبرته ظاهرة الانقلاب الحاصلة في قطاع غزة.

وقال عبد الرحمن في تصريحات صحافية «أي حوار يحتاج لأرضية مناسبة وهي العودة للشرعية في قطاع غزة، وعندها الظروف مهيأة لإنجاح أي مبادرة، وصولاً لحوار وطني شامل يجمع كل القوة الفلسطينية على قاعدة برنامج الاستقرار الوطني».

التعليقات